فن الحياة
الحياة ،، هي فن إختيار الطريقة والشعور والأحاسيس التي تريد أن تعيش بها هذه الحياة ،وتعبُر بها هذا الطريق الذي سنعبره جميعاً ،ولكن كلن بحسب إمتلاكه لفن إختيار الأسلوب الذي يعيش به هذه الحياة أنت مخيَّر بين أن تعيشها بشعور السعادة أو أن تعيشها بشعور الحزن أن تعيشها بشعور الفقد أو أن تعيشها بشعور الإمتلاك ،أنت المخير بين إختيار أصدقاء مرحين أو متعلمين ومثقفين أو أصدقاء بعيدين عن الطريق الصواب متجهين أكثر لطرق منحرفة ،هذه الحياة كلها طرق أنت صاحب الإختيار الوحيد في الطريق الذي تراه مناسباً لك ،لذلك إختر ولكن تذكر أنك قد تصل لنتيجة إختيارك بعد عشر سنوات لذلك عليك أن تختار بعناية فائقة لأن النتيجة عندما تأتيك متأخرة قد يكون تصحيحها صعباً جدا ،،
تذكر جيداً الإختيار الصحيح في البدايات يعطي نتيجة رائعة عند النهايات ،،
الشعور ،، الإنسان يمتلك مشاعر وأحاسيس تعبر عن كل مايعيشه والحياة هي فن التحكم بتلك المشاعر والأحاسيس حيث أن العقل الذي نمتلكه يعطي الأوامر وفقاً لما نشعر به استمع إلى موسيقى حزينة مثلاً تأمل خلالها مواقف حزينة حدثت لك سيقوم عقلك بفتح تلك الكومة الهائلة من الملفات الحزينة وسيختار لك أحدها ستتذكره ستعيشه من جديد وسيرسل عقلك رسالة لجسدك أنك تعيش موقف حزين ، سيظهر الحزن على وجهك ستحس بغصة في قلبك ودموع تنزل من عينيك رغم أنك تتذكر موقف حدث منذ سنوات لكنك ستعيشه بنفس الشعور الذي عشته في تلك اللحظات ،، ولكن الممتع في الأمر أن نفس الأمر قد يحدث ولكن على العكس بشكل سعيد في حال إخترت مثلاً أن تستمع إلى موسيقى مرحة ،، وتذكرت خلالها موقف سعيد وعشته من جديد وأرسل عقلك رسالة إلى جسدك أنك تعيش هذا الموقف ستجد أنك عشت نفس المشاعر والأحاسيس من جديد
هذا فقط في حال التذكر ،،
ماذا عن اللحظة التي نعيشها ، اللحظه هي فن إختيار المشاعر التي تريد عيشها في اللحظة الحالية وهذا يكمن في المكان هل هو مناسب ومريح ،وفي الأصدقاء الذين تجلس معهم فلو كان المجلس الذي تجلس به مليء بالطاقة السلبية ومجموعة تتحدث عن شيء لا طائل منه سوى أنها ستؤثر على مشاعرك بشكل سلبي أنت بالخيار هل تنسحب من هذا المكان أم تكمل اللقاء بما يحتويه من تلك المشاعر السلبية ولكن إعلم أن الجلوس يعني أنه ستتأثر مشاعرك بالمكان والحوارات وهذا سيؤثر عليك ربما لبقية اليوم وربما لساعات قليلة ولكن سيظل التأثير إلى حين وجود مشاعر جديدة أو حوارات جديدة تؤثر إيجاباً
على مشاعرك ، هذا ينطبق على كل شيء حتى من تتابعهم في وسائل التواصل الإجتماعي منهم من يخرج لك كل يوم بخبر عاجل أسوأ من الذي قبله ومنهم من يخرج لك بتفاؤل مع بزوغ كل صباح ، وحتى في مجموعات المحادثة خذ الواتس آب مثالاً هناك مجموعات يوجد طائل ثقافي واجتماعي منها وهناك مجموعات طائلها زيادة حمل الحياة عليك دون فائدة تُرجى
وهذا كله ينقلنا إلى ،،
فن الإنسحاب ،، إختيار اللحظة المناسبة للإنسحاب عندما تشعر أن العلاقة مليئة بكل ماينغص عليك حياتك فالأمر بسيط إنسحب لأنه عليك الإختيار إما أن تعيشها كما هي أو أن تشتري نفسك بها وتنسحب ، دعك من التفكير بأنك تستطيع تغيير من حولك وقيادتهم نحو ماتفكر به نحن ببساطه لانمتلك أحد ولانستطيع التحكم بأفعال وتفكير الآخرين ولا نستطيع التحكم بعقولهم وثقافتهم ، ولكننا نمتلك شيء مهم نمتلك أن نختار الإستماع إليهم أو عدم الإستماع ، الجلوس معهم أو عدم الجلوس ، العيش معهم أو الإنسحاب نمتلك الخيار أن نعيش في مكان مليء بالمشاعر السلبية والحزينة أو ننسحب إلى مكان نشعر داخله أننا سعداء الخيار دائما لك ،،
الخطة ،، هي فن التخطيط لحياتك حيث عليك أن تعلم إلى أين أنت متجه وماهو الهدف الذي ترغب في تحقيقه ،بوضع هدف واضح وخطط قصيرة وطويلة المدى للوصول إلى هذا الهدف ، عليك أن تضع لحياتك معنى وعليك أن تعلم إلى أين أنت متجه وماهو المعنى الذي ترغب في الوصول إليه في حياتك ماهي القيمة المضافة التي ترغب أن تضيفها لهذا العالم ولنفسك أولاً كيف تريد أن تظهر وماهي الوسيلة التي تجعلك راضياً عن نفسك حدد هذه الأشياء ضع هدفاً ممكناً وضع خارطة طريق للوصول للهدف ثم انطلق .
التركيز ،، هو أحد فنون الحياة حيث عليك التركيز على أهدافك التي وضعتها وطريقة تنفيذها خلال السنوات القليلة الماضية والإبتعاد عن كل ماقد يؤثر سلباً على الوصول إلى هدفك بالطريقة والوقت المطلوب عليك أن تجعل جميع أفعالك ومشاعرك وأحاسيسك وأفكارك بكامل تركيزها على أهدافك حيث تكون في رأس أعمالك ومتطلباتك اليومية .
التقييم ،، التقييم الدوري لحياتك والمكان الذي وصلت إليه والمسافة التي عبرتها نحو الوصول إلى هدفك وموقعك من خارطة الطريق التي رسمتها لنفسك هو أمر في غاية الأهمية عليك أن تقوم بتقييم دوري لحياتك وإيجاد طرق لتحسينها وتحسين خطتك والإنطلاق من جديد في كل مرة بعد إصلاح ما أفسدته الأيام ،،
الخلوة ،، الخلوة مع النفس هي فن بحد ذاته وهي أهم فن من فنون الحياة بنظري ، نفسك بحاجة إليك عليك أن تحدد موعد خاص بها بعيدا عن كل شيء حيث أنت لوحدك مع نفسك بخلوة هادئة بعيدة عن العمل وبعيدة عن الحياة وبعيدة عن الأصدقاء والأقارب والأحباب أنت فقط ومعك نفسك فكر وتمعن معها بحياتك تصفح نفسك واقرأها بعمق خذ نفساً عميقا وفكر وتعمق داخلك عليك أن تفهم نفسك وأن تجتمع بها إجتماعاً دورياً بخلوة هادئة في مكان مريح تختاره للإستجمام فقط والتفكر والراحة عليك أن ترتاح بخلوة جميلة من فترة لأخرى ستجد أنك فرغت مساحات كثيرة داخلك ستشعر أن حمل الحياة أصبح أخف عليك بكثير فقط بخلوة بسيطة مع قدح قهوة وكوب شاي ،،
المكافأة ،، تعوَّد على أن تكافئ نفسك دائماً لاتنتظر هذه المكافأة أو الهدية من أحد خذها لك بنفسك بعد كل إنجاز تعتبره مهم وجهد كبير تقوم بتنفيذه في العمل أو في المنزل أو حتى في تجارتك الخاصة تعود أن تكافئ نفسك بمكافئات تشعرك بقيمة النتيجة التي وصلت إليها وتعطيك دفعة معنوية للحصول على نتيجة أكبر ، لا يشترط أن تأتيك المكافأة من الآخرين يكفي أن تكافئ بنفسك أنت بشيء ترغب به أنت وستجد لها موقعاً في نفسك حتى وإن كانت منك ،،.
سامح ،، التسامح هو فن العفو عن من أساء إليك ليس لأنك أفضل منه وليس لأنك أعلى منه خلقاً ولكن لأنك هكذا ستعيش بسلام داخلي لايجب أن تحمل ضغينة تجاه كل من أساء إليك وتعيش وداخلك تلك الكومة من المشاعر التي تأكلك تجاه كل هؤلاء الأشخاص يكفي أن تقول سامحته وتنسى الموقف الذي أغضبك منه ،لأنك أحق أن تعيش مبتسماً ومرتاح البال لاتحمل شعور الإنتقام حيث عليك أن تبني حياتك وتركز على خطتك وتسير باتجهاها بعقل صافٍ وروح مستعدة للتحديات القادمة .
وقبل أن أختم سأعرِّف الحياة من جديد بتعريف مختلف عن التعريف الذي بدأت به قراءة هذه الصفحة ،الحياة هي فن صناعة اللحظات السعيدة ، فن صناعة التفاؤل ، فن صناعة القيم والمبادئ ، فن الإختيار ، فن المبادرة والعطاء ، فن الحب والتسامح ، هي فنون مجتمعة علينا أن نفهمها كي نستطيع فهم كيف يمكن أن نحياها بسلام وبراحة وبسعادة وبنجاح حيث أن جميع هذه الفنون تنبع من داخلنا وبإمكاننا صناعتها بأنفسنا دون الحاجة لأي تدخلات خارجية عش حياتك بذوق وفن عش سعيداً .
ماجد ،،