السبت، 13 سبتمبر 2025

في معية الله

 


من كمال السلام والهدوء والراحه أن تعلم أنك في معية الله سبحانه وتعالى وتحت نظره وتتحرك وفقا لأقداره لا بزيادة عن عما كتبه لك ولا بنقص فالتواجد تحت ظله سبحانه هو من كمال السلام والراحه فما كان مقدرا سيحدث لا محالة دون نقص ولازيادة دع كل شيء لله فهو سيفعل مايشاء .

واعلم أن ماقدِّر عليك إنما هو خير وترتيب إلهي لإعدادك لمرحلة قادمة احمد الله سبحانه وتعالى في السراء والضراء ولاتجزع في الضراء فما كان في نظرنا شر هو خير لانفهم نحن أبعاده وقد يكون أمرا مؤقتا ينقضي بانقضاء وقته . 

دع الأيام تفعل ما تشاء ،،

،، وطب نفسا إذا حكم القضاء

ولاتجزع لحادثة الليالي ،،

،،فما لحوادث الدنيا بقاء

الإمام محمد بن إدريس الشافعي 

من كان في معية الله كان الله معه في كل أموره لا يمكن أن يُظلم ولا ينتقم الله له ولا يمكن أن تضيق به الأحوال إلا وتجد الله سبحانه وتعالى يوسعها له ويفتح طرقا مسدودة دون جهد ملحوظ منه فسبحان الله كُن ذلك الشخص الذي إذا أراد أن يطلب معروفا رفع يديه إلى السماء وطلبه من الوهاب كُن الشخص الذي يُحرس بمعية الله سبحانه  من جنبه ومن خلفه ومن تحته ومن فوقه دون جهد منك فقط ثقة بالله سبحانه وتعالى أنه لن يضيعك لا تحتمي بأحد سواه ولن تضيع إن الإنسان الكريم الذي لا يذل إلا لله إذا تعرض له أحد كان الرد من الله حيث لم يتذلل ذلك الكريم إلا لله سبحانه وتعالى فلن يتركه الله سبحانه وتعالى في موقف أريد له به شر إلا عزيزا منتصرا كريما لايذل ولا يؤتى بسوء من بشر ..

وقد قيل  ،، 

من أعان ظالما ،، ذُل على يديه .. 

ولعل هذه من أجمل الحكم فالفائدة الأبرز  من أن يعين أحدهم ظالما على مظلوم هو التقرب للظالم والإستفادة من المصالح التي يرجوها منه فيتذلل له وينسى الإثنان أن للمظلوم دعوة لاترد ولعل التجارب أثبتت دائما أن أول من يتم التضحية بهم أولئك الذين استعبدهم الظالم للقيام على مصالحه في مقابل أنهم كانو يتمنون فضلا منه ماهم بآخذيه إلا فترة من الزمن قبل التضحية بهم وهذا ينقلنا للمقولة الأخرى ..

سمِّن كلبك يأكلك ، 

يعلم سيد المستعبدين لديه أن حصولهم على كل شيء يعني إنتهاءهم منه فهو في حالة وعود مستمرة ويضحي كل فترة بجيل جديد من العبيد لذلك ..


كن دائما في معية الله سبحانه وتعالى ولا تسلم رقبتك لأحد واعلم أن الفضل كله لله سبحانه وتعالى فإن طلبت فهو خير معطي وإن وكَّلت فهو خير وكيل وإن استعصمت فهو خير من يُعتصم به وإن إحتجت إلى قوة فهو ذو القوة المكين وإن احتجت إلى فضل فهو ذو الفضل ومنه وإليه يرجع الأمر وهو سبحانه الذي لايضيع أحد توجه إليه بحاجته كن في معية الله تكن في حمايته وعلى عينه لايصيبك ضرر ولا قهر ولا ظلم إلا كان عز وجل هو من يرد عنك ذلك كله وينتقم لك ..

قلت ذات يوم ،، 

الله معنا ،، ولم نحتمي قط بغير .


فالحمدلله الذي تكفل لنا بكل شيء كل شيء .


ماجد الصوينع ،،

 

السبت، 30 أغسطس 2025

مشاعر عميقة


المشاعر العميقة تلك المشاعر البعيدة المدفونه في داخلنا التي لم يسبق أن قمنا بالإطلاع عليها ولم يسبق لها أن خرجت إلى حياتنا فنفهم طبيعة الشعور وطبيعة التعامل معها وكأننا نقوم باختبار شيء جديد في الحياة تلك المشاعر رغم عفويتها ونقاوة وجودها الطبيعي في حياتنا إلا أنك لاتستطيع أحيانا أن تفسر لماذا يوجد شخص بعينه يحق له دون أحد غيره أن يفعل مايشاء سواء كان صواباً بحقك ومن وجهة نظرك أو خطأ وأنت تشعر بالسعادة معه رغم كل شيء بل تكون مستعد لمسامحته دون أن يبرر أي شيء من أفعاله فأنت نفسك لاتستطيع إلا أن تلاحظ جمال تواجدها في حياتك وكأنها هدية مرسلة من السماء وكأنها الإنسان الذي يضيف الفرح على حياتك ولكن لماذا هذا الشخص وهذا الشعور تجاهه ،، أنت بالفعل لا تعلم وكأن الحديث الشريف { الأرواح جنود مجندة ،، فما تعارف منها ائتلف وماتنافر منها اختلف } . هو تفسير لعمق تلك المشاعر وعمق ذلك التآلف والحب تلك المشاعر الغير مرتبطة بأي نوع من المصالح المتبادلة فقط تستمتع بمعرفة أن من يملك تلك المشاعر لديك بخير وسعيد بل تحزن لحزنه وتفرح لفرحه وتكون لديك رغبه دائمة أن تكون بالقرب منه وفي جميع اللحظات تكون مستعد دائما أن تكون كتابا مفتوحا تقول كل مالديك وتأتمن كل تفاصيل حياتك عندها ،مستعد دائما للأخذ برأيها ومعرفة وجهة النظر الأخرى وتتقبل الرأي وفي الغالب تنفذه لأن الواقع أنها غير مرتبطة بأي نوع من المصالح على العكس كل ينظر لمصلحة الطرف الآخر ،، ولعل هذا الأمر هو مايجعل ذلك الشعور عميق ومختلف حيث أنه متغير عن  الغالب العام من أنواع التعامل مع الآخرين حيث أنها في الغالب تقوم على المصلحه المتبادلة أو على الأقل يوجد طرف يبحث عن مصالحه ذلك النقاء في تلك المشاعر العميقة يجعل منها غذاء جديد لروحك ولابتسامتك ذلك النقاء هو هديتك في هذه الحياة لا تضيعها وحافظ على ذلك الشعور دائما حيث أظن أنه سيتطور لمشاعر أكثر عمقاً واحتراماً وجمالاً الإنسان المفضل في دائرتك لم يأتِ من لا شيء بل على العكس هي أرواح تعارفت فتآلفت ..

يقول بهاء الدين زهير ،، 

يغيب عني وأفكاري تمثله ،، 

،، حتى يخيل لي أني أناجيه


عندما تكون تلك المشاعر العميقة المدفونه التي لم تختبرها مشتعله فجأه بشوق عميق حتى أنك تخطئ أحيانا بالمناداة باسمه حتى أنه يخيل لك أن كل من يحضرك هو ذات الشخص فذلك العمق الطاهر فيك ليس ضعفا ولكن وجود الشعور المختلف الجامح عليك وفقدان السيطرة على بعض أحاسيسك التي تتملكك هو نتاج التجربة الجديدة والإندفاع القوي ولا بأس أن تندفع فأنت تستحق أن تعيش ولو مرة واحدة جمال ذلك الشعور  .

يقول قيس ابن الملوح

أُحِبُّ من الأسماءِ ما وافقَ اسمها ،،

،،  أو أشبهَهُ أو كانَ منهُ مُدانيَا


تلك المشاعر العميقه ، الجميله والجديده عليك وتلك المحبة التي تتملكك لشخص بحد ذاته هي مشاعر يرسلها الله لك في وقتها فهي أشياء لا تشترى .. 


ماجد الصوينع ،،






السبت، 23 أغسطس 2025

مختلف

 

عندما ترمي بك الحياة والأقدار في المكان ، المدينة ، الحي أو بين الناس الخطأ حيث تكون النموذج المختلف بكل شيء فهذا لا يعني أن فيك عيبا يجب إصلاحه فشعورك بقيمتك وقيمة مبادئك وأخلاقك وتربيتك هي التي جعلتك تظهر كما أنت حيث لا يجب أن تستلطف الآخرين وتطلب محبتهم فقيمتك تلك يجب أن تُرى كما هي من قبلها وأحبها فذلك حسن ومن رفضها فرفضه له لايجب أن تذهب للأسفل وتجاري الجميع فإما أن تُرى بعين القبول كما يجب أو لا ، لامجال لطلب رضى من نقص أدبه واعوج لسانه وساءت ألفاظه حياتك وأهدافك أعظم من أن تجعل المتردية والنطيحه وما أكل السبع رفقاء درب لك فيها  . 

أنت حر ولدت حرا وستبقى كذلك من حقك أن تختار أصدقاءك وتحب البعض وتبعد عنك البعض فهذه حياتك لايجب أن تتحكم فيها الأعراف أو حتى الناس الموجودين في أي بيئة ،من حقك أن ترفض العلاقات السامه وتكون صريحا بالرفض ولست مطالبا بمراعاة المسيء ، أخرجه من حياتك واجعله يعلم أنه خرج وليس من المسموح له أن يعود فيها  ، الحياة ستعيشها بحلوها ومرها مرة واحدة فعلى الأقل اختر الناس الذين سيعيشون معك في الحالتين بعناية فائقة جدا فالأصدقاء ليسوا بالعدد وكثرتهم ليست دليل محبة لك فليس كل من اعتبرته صديقا يعتبرك صديقا ويبادلك نفس الشعور الأصدقاء بالكيف وهو المعنى الحقيقي لتلك العلاقة الطاهرة الغير مبنية على أي مصلحة .

لقد علمتنا المواقف والحياة والتجربة والخطأ والثقة بالأشخاص الخطأ أن من يعبر لك في وقت الرخاء عن آيات الصداقة والحب ويخبرك أنه آية من آيات الله في حفظ لسانه ووفائه فهو كذلك فعلا ولكن في الرخاء وعندما تتقلب الأحوال ويقرر القدر أن يكون الرخاء في سبات فأبشر من كان آية من آيات الله في الوفاء سيكون أول من يرمي بك في كل مجلس ويخبر كل الناس عن مدى سوئك ليس لشيء سوى أنك لم تعد تملك مايحتاجه من مصالح فجزء من هؤلاء الأشخاص من أهم مصالحهم هو شعورهم بالقبول عند الآخرين فمتى وجدوا عدم القبول لك انضموا للآخرين في كرهك وعدم قبولك حتى وإن كنت أسمى وأجل من أن تتعرض لأحد منهم بسوء ولكن من عادة الكلاب أن تجتمع مع بعضها في وقت النباح .

وأيضا علمتنا المواقف والتجربة والخطأ والثقة بالأشخاص الصح أنهم معك في كل شيء متى استشرتهم وجدت مشورتهم لك عن حب وطلب خير لك إن وجدوك بخير وجدتهم أسعد الناس بذلك وإن وجدوك في ضيق وجدتهم حزنوا لحزنك إن تحدث فيك في غيابك أحد ليجعلك مائدة للسخرية كانوا لسانك الذي يردون به عنك هؤلاء هم صفوة الصحبة الذين تأخذهم معك في الحياة أما غيرهم فهم مرحلة ستنسى حتى أسماءهم بعد فراقهم .

ركز على نفسك لاتشغل نفسك بتفسير أفعال الآخرين أو قبولهم لك من عدمه تكفيك قناعتك التامه بنفسك كن مشغولا جدا بأهدافك وركز على خططك ركز على كل شيء متعلق بحياتك وخذ أفعال الآخرين وقبولهم أو عدمه على ظاهره لاتشغل نفسك بهم وبتفسير أفعالهم فيكفي أن تحيط نفسك بالأصدقاء الحق أما المتبقين فإنما هم غبار يطير بهم هواء عابر ويلقي بغيرهم عليك هم مجرد زيادة ظهرت في حياتك وستستأصلها الدنيا إن عاجلا أو آجلا .


تذكر دائما أنه لا بأس أن تكون مختلفاً ، قد يكون إختلافك الذي يلاحظه الجميع ويزعج بعضهم هو أحد النعم التي ميزك الله بها عنهم ، إختلافك لايعني أنك مخطئ فقد تكون أنت الذي تعيش الواقع الخاص بك بالإسلوب الصحيح فلا بأس أن تكون مختلفاً .

يقول عيادة بن خليل 

الحُـرُّ للحُرِّ ميالٌ برغبتِهِ ،،

،، والنذل بالنذلِ مفتونٌ و مقتنعُ


ويقول محمود البارودي 

قلبي سليمٌ ونفسيَ حرةٌ ويدي ،،

،، مأمونةٌ ولساني غير ختَّالِ

لكنني في زمانٍ عشت مغترباً ،،

،، في أهله حين قلَّت فيه أمثالي


وقلت أنا ، لا بأس أن تكون مختلفاً ، قد يكون إختلافك الذي يلاحظه الجميع ويزعج معظمهم هو أحد النعم التي ميزك الله بها عنهم .


ماجد الصوينع ،،