من كمال السلام والهدوء والراحه أن تعلم أنك في معية الله سبحانه وتعالى وتحت نظره وتتحرك وفقا لأقداره لا بزيادة عن عما كتبه لك ولا بنقص فالتواجد تحت ظله سبحانه هو من كمال السلام والراحه فما كان مقدرا سيحدث لا محالة دون نقص ولازيادة دع كل شيء لله فهو سيفعل مايشاء .
واعلم أن ماقدِّر عليك إنما هو خير وترتيب إلهي لإعدادك لمرحلة قادمة احمد الله سبحانه وتعالى في السراء والضراء ولاتجزع في الضراء فما كان في نظرنا شر هو خير لانفهم نحن أبعاده وقد يكون أمرا مؤقتا ينقضي بانقضاء وقته .
دع الأيام تفعل ما تشاء ،،
،، وطب نفسا إذا حكم القضاء
ولاتجزع لحادثة الليالي ،،
،،فما لحوادث الدنيا بقاء
الإمام محمد بن إدريس الشافعي
من كان في معية الله كان الله معه في كل أموره لا يمكن أن يُظلم ولا ينتقم الله له ولا يمكن أن تضيق به الأحوال إلا وتجد الله سبحانه وتعالى يوسعها له ويفتح طرقا مسدودة دون جهد ملحوظ منه فسبحان الله كُن ذلك الشخص الذي إذا أراد أن يطلب معروفا رفع يديه إلى السماء وطلبه من الوهاب كُن الشخص الذي يُحرس بمعية الله سبحانه من جنبه ومن خلفه ومن تحته ومن فوقه دون جهد منك فقط ثقة بالله سبحانه وتعالى أنه لن يضيعك لا تحتمي بأحد سواه ولن تضيع إن الإنسان الكريم الذي لا يذل إلا لله إذا تعرض له أحد كان الرد من الله حيث لم يتذلل ذلك الكريم إلا لله سبحانه وتعالى فلن يتركه الله سبحانه وتعالى في موقف أريد له به شر إلا عزيزا منتصرا كريما لايذل ولا يؤتى بسوء من بشر ..
وقد قيل ،،
من أعان ظالما ،، ذُل على يديه ..
ولعل هذه من أجمل الحكم فالفائدة الأبرز من أن يعين أحدهم ظالما على مظلوم هو التقرب للظالم والإستفادة من المصالح التي يرجوها منه فيتذلل له وينسى الإثنان أن للمظلوم دعوة لاترد ولعل التجارب أثبتت دائما أن أول من يتم التضحية بهم أولئك الذين استعبدهم الظالم للقيام على مصالحه في مقابل أنهم كانو يتمنون فضلا منه ماهم بآخذيه إلا فترة من الزمن قبل التضحية بهم وهذا ينقلنا للمقولة الأخرى ..
سمِّن كلبك يأكلك ،
يعلم سيد المستعبدين لديه أن حصولهم على كل شيء يعني إنتهاءهم منه فهو في حالة وعود مستمرة ويضحي كل فترة بجيل جديد من العبيد لذلك ..
كن دائما في معية الله سبحانه وتعالى ولا تسلم رقبتك لأحد واعلم أن الفضل كله لله سبحانه وتعالى فإن طلبت فهو خير معطي وإن وكَّلت فهو خير وكيل وإن استعصمت فهو خير من يُعتصم به وإن إحتجت إلى قوة فهو ذو القوة المكين وإن احتجت إلى فضل فهو ذو الفضل ومنه وإليه يرجع الأمر وهو سبحانه الذي لايضيع أحد توجه إليه بحاجته كن في معية الله تكن في حمايته وعلى عينه لايصيبك ضرر ولا قهر ولا ظلم إلا كان عز وجل هو من يرد عنك ذلك كله وينتقم لك ..
قلت ذات يوم ،،
الله معنا ،، ولم نحتمي قط بغير .
فالحمدلله الذي تكفل لنا بكل شيء كل شيء .
ماجد الصوينع ،،