السبت، 23 أغسطس 2025

مختلف

 

عندما ترمي بك الحياة والأقدار في المكان ، المدينة ، الحي أو بين الناس الخطأ حيث تكون النموذج المختلف بكل شيء فهذا لا يعني أن فيك عيبا يجب إصلاحه فشعورك بقيمتك وقيمة مبادئك وأخلاقك وتربيتك هي التي جعلتك تظهر كما أنت حيث لا يجب أن تستلطف الآخرين وتطلب محبتهم فقيمتك تلك يجب أن تُرى كما هي من قبلها وأحبها فذلك حسن ومن رفضها فرفضه له لايجب أن تذهب للأسفل وتجاري الجميع فإما أن تُرى بعين القبول كما يجب أو لا ، لامجال لطلب رضى من نقص أدبه واعوج لسانه وساءت ألفاظه حياتك وأهدافك أعظم من أن تجعل المتردية والنطيحه وما أكل السبع رفقاء درب لك فيها  . 

أنت حر ولدت حرا وستبقى كذلك من حقك أن تختار أصدقاءك وتحب البعض وتبعد عنك البعض فهذه حياتك لايجب أن تتحكم فيها الأعراف أو حتى الناس الموجودين في أي بيئة ،من حقك أن ترفض العلاقات السامه وتكون صريحا بالرفض ولست مطالبا بمراعاة المسيء ، أخرجه من حياتك واجعله يعلم أنه خرج وليس من المسموح له أن يعود فيها  ، الحياة ستعيشها بحلوها ومرها مرة واحدة فعلى الأقل اختر الناس الذين سيعيشون معك في الحالتين بعناية فائقة جدا فالأصدقاء ليسوا بالعدد وكثرتهم ليست دليل محبة لك فليس كل من اعتبرته صديقا يعتبرك صديقا ويبادلك نفس الشعور الأصدقاء بالكيف وهو المعنى الحقيقي لتلك العلاقة الطاهرة الغير مبنية على أي مصلحة .

لقد علمتنا المواقف والحياة والتجربة والخطأ والثقة بالأشخاص الخطأ أن من يعبر لك في وقت الرخاء عن آيات الصداقة والحب ويخبرك أنه آية من آيات الله في حفظ لسانه ووفائه فهو كذلك فعلا ولكن في الرخاء وعندما تتقلب الأحوال ويقرر القدر أن يكون الرخاء في سبات فأبشر من كان آية من آيات الله في الوفاء سيكون أول من يرمي بك في كل مجلس ويخبر كل الناس عن مدى سوئك ليس لشيء سوى أنك لم تعد تملك مايحتاجه من مصالح فجزء من هؤلاء الأشخاص من أهم مصالحهم هو شعورهم بالقبول عند الآخرين فمتى وجدوا عدم القبول لك انضموا للآخرين في كرهك وعدم قبولك حتى وإن كنت أسمى وأجل من أن تتعرض لأحد منهم بسوء ولكن من عادة الكلاب أن تجتمع مع بعضها في وقت النباح .

وأيضا علمتنا المواقف والتجربة والخطأ والثقة بالأشخاص الصح أنهم معك في كل شيء متى استشرتهم وجدت مشورتهم لك عن حب وطلب خير لك إن وجدوك بخير وجدتهم أسعد الناس بذلك وإن وجدوك في ضيق وجدتهم حزنوا لحزنك إن تحدث فيك في غيابك أحد ليجعلك مائدة للسخرية كانوا لسانك الذي يردون به عنك هؤلاء هم صفوة الصحبة الذين تأخذهم معك في الحياة أما غيرهم فهم مرحلة ستنسى حتى أسماءهم بعد فراقهم .

ركز على نفسك لاتشغل نفسك بتفسير أفعال الآخرين أو قبولهم لك من عدمه تكفيك قناعتك التامه بنفسك كن مشغولا جدا بأهدافك وركز على خططك ركز على كل شيء متعلق بحياتك وخذ أفعال الآخرين وقبولهم أو عدمه على ظاهره لاتشغل نفسك بهم وبتفسير أفعالهم فيكفي أن تحيط نفسك بالأصدقاء الحق أما المتبقين فإنما هم غبار يطير بهم هواء عابر ويلقي بغيرهم عليك هم مجرد زيادة ظهرت في حياتك وستستأصلها الدنيا إن عاجلا أو آجلا .


تذكر دائما أنه لا بأس أن تكون مختلفاً ، قد يكون إختلافك الذي يلاحظه الجميع ويزعج بعضهم هو أحد النعم التي ميزك الله بها عنهم ، إختلافك لايعني أنك مخطئ فقد تكون أنت الذي تعيش الواقع الخاص بك بالإسلوب الصحيح فلا بأس أن تكون مختلفاً .

يقول عيادة بن خليل 

الحُـرُّ للحُرِّ ميالٌ برغبتِهِ ،،

،، والنذل بالنذلِ مفتونٌ و مقتنعُ


ويقول محمود البارودي 

قلبي سليمٌ ونفسيَ حرةٌ ويدي ،،

،، مأمونةٌ ولساني غير ختَّالِ

لكنني في زمانٍ عشت مغترباً ،،

،، في أهله حين قلَّت فيه أمثالي


وقلت أنا ، لا بأس أن تكون مختلفاً ، قد يكون إختلافك الذي يلاحظه الجميع ويزعج معظمهم هو أحد النعم التي ميزك الله بها عنهم .


ماجد الصوينع ،، 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق