المشاعر العميقة تلك المشاعر البعيدة المدفونه في داخلنا التي لم يسبق أن قمنا بالإطلاع عليها ولم يسبق لها أن خرجت إلى حياتنا فنفهم طبيعة الشعور وطبيعة التعامل معها وكأننا نقوم باختبار شيء جديد في الحياة تلك المشاعر رغم عفويتها ونقاوة وجودها الطبيعي في حياتنا إلا أنك لاتستطيع أحيانا أن تفسر لماذا يوجد شخص بعينه يحق له دون أحد غيره أن يفعل مايشاء سواء كان صواباً بحقك ومن وجهة نظرك أو خطأ وأنت تشعر بالسعادة معه رغم كل شيء بل تكون مستعد لمسامحته دون أن يبرر أي شيء من أفعاله فأنت نفسك لاتستطيع إلا أن تلاحظ جمال تواجدها في حياتك وكأنها هدية مرسلة من السماء وكأنها الإنسان الذي يضيف الفرح على حياتك ولكن لماذا هذا الشخص وهذا الشعور تجاهه ،، أنت بالفعل لا تعلم وكأن الحديث الشريف { الأرواح جنود مجندة ،، فما تعارف منها ائتلف وماتنافر منها اختلف } . هو تفسير لعمق تلك المشاعر وعمق ذلك التآلف والحب تلك المشاعر الغير مرتبطة بأي نوع من المصالح المتبادلة فقط تستمتع بمعرفة أن من يملك تلك المشاعر لديك بخير وسعيد بل تحزن لحزنه وتفرح لفرحه وتكون لديك رغبه دائمة أن تكون بالقرب منه وفي جميع اللحظات تكون مستعد دائما أن تكون كتابا مفتوحا تقول كل مالديك وتأتمن كل تفاصيل حياتك عندها ،مستعد دائما للأخذ برأيها ومعرفة وجهة النظر الأخرى وتتقبل الرأي وفي الغالب تنفذه لأن الواقع أنها غير مرتبطة بأي نوع من المصالح على العكس كل ينظر لمصلحة الطرف الآخر ،، ولعل هذا الأمر هو مايجعل ذلك الشعور عميق ومختلف حيث أنه متغير عن الغالب العام من أنواع التعامل مع الآخرين حيث أنها في الغالب تقوم على المصلحه المتبادلة أو على الأقل يوجد طرف يبحث عن مصالحه ذلك النقاء في تلك المشاعر العميقة يجعل منها غذاء جديد لروحك ولابتسامتك ذلك النقاء هو هديتك في هذه الحياة لا تضيعها وحافظ على ذلك الشعور دائما حيث أظن أنه سيتطور لمشاعر أكثر عمقاً واحتراماً وجمالاً الإنسان المفضل في دائرتك لم يأتِ من لا شيء بل على العكس هي أرواح تعارفت فتآلفت ..
يقول بهاء الدين زهير ،،
يغيب عني وأفكاري تمثله ،،
،، حتى يخيل لي أني أناجيه
عندما تكون تلك المشاعر العميقة المدفونه التي لم تختبرها مشتعله فجأه بشوق عميق حتى أنك تخطئ أحيانا بالمناداة باسمه حتى أنه يخيل لك أن كل من يحضرك هو ذات الشخص فذلك العمق الطاهر فيك ليس ضعفا ولكن وجود الشعور المختلف الجامح عليك وفقدان السيطرة على بعض أحاسيسك التي تتملكك هو نتاج التجربة الجديدة والإندفاع القوي ولا بأس أن تندفع فأنت تستحق أن تعيش ولو مرة واحدة جمال ذلك الشعور .
يقول قيس ابن الملوح
أُحِبُّ من الأسماءِ ما وافقَ اسمها ،،
،، أو أشبهَهُ أو كانَ منهُ مُدانيَا
تلك المشاعر العميقه ، الجميله والجديده عليك وتلك المحبة التي تتملكك لشخص بحد ذاته هي مشاعر يرسلها الله لك في وقتها فهي أشياء لا تشترى ..
ماجد الصوينع ،،