السبت، 11 مارس 2017

أمةٌ تنام لكنها لاتموت ..



أنت ذلك الإنسان الرائع الذي ميزك ربك جل جلاله بالعقل الذي لم يهب لغيرك من خلقه جعله لك لأنه حملك الأمانة العظيمة التي رفضت السماوات والجبال أن تحملها وحملتها أنت ، وتعثر غيرك عن حملها فتخاذل وتراجع وابتعد وحاك الدسائس ونظم التفكك وسعى للإبعاد عن الأمانة .

أولئك الناس هم بيننا وبين أضلعنا يعيشون معنا يأكلون من مأكلنا ويشربون من مشربنا ويأكلون من خيرات أوطاننا ولكن يدسون السم فينا ويبعدوننا عن بعضنا يعتقدون أن التطور ليس بجيل متعلم قويم قوي بعلمه ،ليس بالعمران ولا بالبنية التحتية القوية ،ولا بقيادة عسكرية قوية تدحر من رفع أنفه ،ليس كذلك مايعتقدونه أو يظنونه أو مالُبِّس عليهم أو أخذتهم أنفسهم له ، أولئك القوم يظنون أن سبب تخلفنا اننا ننتمي لدين قويم  ،أننا لا تجمعنا المعازف ظنوا أن الحضارة في المال وعلى المال أن يجلب لمالكه ماشاء ، ظنوا الحضارة بضعف النفس وترك البلاد تعمر نفسها أو تساعدها قوى الطبيعة على ذلك ، ظنوا أن الحضارة بالإنسلاخ عن الدين ،ولكن نسوا أن الدين كان سبب كل حضارات الإسلام .

ولم تسقط حضارة إسلامية سابقاً إلا عندما انسلخت عن الدين وظنت أن المال كل شيء واندرجت نحو هوى النفس وتكالب عليها الأعداء من كل زاوية وحشدوا عليها جيوشهم  كالجراد وحرضوا الخونة من الداخل فمزقوا ذلك الجسد المتكامل ..


أنظر ياصديقي إلى تلك الدولة الجديدة الفتية في وقتها التي أنشأها جنكيز خان دولة المغول  عندما قامت وامتدت من أطراف الصين عندما اكتسحت العالم ووصلت إلى بلاد المسلمين في خوارزم وأنهكت تلك البلاد وقتلت من قتلت حتى أن بعض البلاد قتل كل من فيها ثم انتقلت تلك الجيوش الضاربة نحو إيران ثم نحو العراق ومعقل بني عباس هناك وتعاونت مع الخونة ودست الدسائس ثم هجمت تلك الجيوش عليها ولم يوقفوا القتل عن أهلها إلا عندما خافوا أن يصاب أفراد جيشهم بالمرض من كثرة الجثث التي في بغداد فأوقفوا القتل كي يسمحوا للأهالي بدفن موتى البلد المنكوب وصارت بغداد بعد الدمار يبكيها ويبكي أهلها كل من مر بها ..

لماذا ..؟

ابتعدوا عن أسباب الإنتصار وانشغلوا بالدنيا فأشغلتهم عن عدوهم المرتقب فهزموا شر هزيمة وقتلوا فاستشهد منهم الكثير رحمهم الله جميعا .

توجهت تلك الجيوش الجرارة نحو الشام ومصر بهدف إكمال رسالة المغول وهي أن لابد أن يحكم الأرض رجل واحد مادام في السماء رب واحد ، ولكن هناك في مصر ظهر رجل المرحلة سيف الدين قطز فطلب الإمارة فترة الحرب فقط ،ثم اجتمع بعلماء الأمة وخبراء الحرب كي يستشيرهم بما هو آت وماعليهم فعله وعندما استشارهم أظهروا أن الحرب هي السلاح الذي يملكونه ولا استسلام لهم خصوصاً أن المغول لاتؤمن خيانتهم ونقضهم للعهود فالحرب والإستشهاد بشرف أفضل من خيانة الأمة والإستسلام ، هناك أظهر البطل سيف الدين أن الجيش بحاجة لأموال لتجهيزه وعليه أن يطلبها من العامة من الناس فاستشار العلماء في ذلك فأجابه العالم العظيم العز ابن عبدالسلام بهذه الفتوى أن لايجوز أخذ المال من العامة قبل أن يبيع القادة والأمراء كل مايملكون من مال ويدفعوه في الجيش فإن لم يكفِ الجيش ذلك طُلب من عامة الناس أن يجاهدوا بأموالهم فاستجاب الأمراء وأولهم البطل سيف الدين لأمر هذا الشيخ فقدموا كل مايملكونه لأجل الجيش وعندما نفذ مالديهم سنوا قانونا يفرض خراجا على عامة الناس كي يدعموا الجيش لهذه الحرب ولهذا القانون تفصيل طويل حسب قدرة الناس ودخلهم كي لاينهكوهم ولن أتطرق له هنا  ..

جهز الجيش وجهزت تلك القوة التي أرادت الدفاع عن مابقي من معاقل الإسلام ولنصرت دين الله سبحانه وأخلصت في ذلك وخرج قادتها لايملكون إلا أسلحتهم وخيولهم بعد أن دفعوا كل مايملكون لبناء الجيش الذي سيدافعون به عن دينهم وأوطانهم وأهلهم نصروا الله سبحانه وتعالى وذهب قائدهم لإبرام اتفاق السلم مع من جاوره من الصليبيين كي يأمن مكرهم فعرضوا عليه أن يدعموه في الجيش فهم أيضا يخافون من المغول وأفعالهم ولكن البطل رفض وأرادها معركة بين المسلمين والمغول وأراد من الصليبيين أن لايطعنوه في ظهره فقط ثم ذهب بجيشه للمعركة عند عين جالوت .

التقى هناك جيش المسلمين وجيش المغول فحدثت حرب طاحنة كان فيها النصر للمسلمين ..

( إن تنصروا الله ينصركم ) .

نصروا الله سبحانه وتعالى وصدقوا بالرسالة التي ذهبوا وقدموا أرواحهم كي تبقى فنصرهم الله سبحانه وتعالى لم يكن المال ولا الحكم ولا الجاه ما أرادوه وإنما الإسلام أرادوا أن يبقى عدله شامخاً صامداً أمام جبابرة الأرض فهذا القائد سيف الدين قطز في أرض المعركة يصرخ ( وا إسلاماه ) ( وا إسلاماه ) هذه المعركة كانت ولادة للإسلام من جديد وإحياء لسباته الطويل وبداية لدولة فتية جديدة وحضارة عظيمة من حضارات الإسلام هي دولة المماليك . 



بالإسلام أنشأنا كل الحضارات وبه أيضاً ننشئ حضارتنا فعدل الإسلام إنما أرسل مع محمد عليه السلام كي يعم الأرض ومن عليها في كل زمان وكل مكان .

لذلك ي صديقي .

لاتندرج ولا تتدحرج خلف أهواء من تركوا الأمانة وادعوا أن الإسلام أساس التخلف ومنبعه فإنما خانهم فهمهم ونام عقلهم فالإسلام في كل التاريخ كان أساس الحضارة ومنبع التقدم لم يبنى بالتشدد ولم يبنى بالإنسلاخ أيضا لم يبنى بالتقسيم بين المذاهب والأقطار  ولا بين الجنسيات والقبائل إنما بني بالوحدة والإتحاد بين المسلمين وعم عدله كل مذهب وكل دين فإنما بني بالعدل والصدق مع الله بني بالعلم واحترام العلماء بني بالتطوير والعمران ..



كنا خير أمة أخرجت للناس وامتلكنا أعظم الحضارات ولكن الأمة العظيمة تنام لاتموت لذلك سنكون خير أمة من جديد وسنستمر كأعظم حضارة ،وعادة مايفيق العظماء عندما تتكالب وتزداد المحن وهكذا هي أمتنا تفيق عندما تتكالب عليها المحن .




ماجد.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق