الخميس، 15 يونيو 2017

مات وثلاثة تهاوشوا على ورثه والرابع سرقهم ..






أعلم أنك أحسست بانتهاء ماستقرؤه قبل أن تبدأ به حتى .. مع الأسف هذا بالضبط مايحدث داخل تلك التخبطات الدرامية التي تعرض لنا بشكل سنوي ،وأحياناً لايستحون من عرض جديد كل نصف سنة فبينما تتقدم دور الانتاج ودور العرض ويتنافسون على الجوائز السينمائية في العالم .. تتنافس الدراما الخليجية التي تتكرر كل عام على من يبقى منهم في المؤخرة .

ليس المؤخرة فقط بل يتنافسون على من منا يستطيع تكرار القصة بإنتاج أخيس فكل ما يتغير هو أسماء الشخصيات ،وملابسهم ، والمكياج طبعاً خصوصاً ذاك الخاص بالنوم ،وسياراتهم الفارهة ،وبدون شك نوع الكاميرة ولعل الكاميرة هي أفضلهم أداءً .

بالضبط هذا يثير حنق الكثير من الجمهور الذي أتعبته تلك الدراما الميتة التي تنتهي في أول حلقة حيث يموت الأب صاحب الشركات ويسرق الورث الأخ الأكبر ،ويحاول الإخوة الصغار البحث عن الورث مستعينين بالمحامي المتعاون مع الأخ الأكبر ، يبقى ٢٨ حلقة هي عبارة عن حشو ومشاهد لاتسمن ولاتغني من جوع ،ثم في الحلقة الأخيرة يموت الأخ ،أو يتوب ويعترف ،أو وهذي قليل يموت جميع الأخوة في حادث ماعدا أخوهم الكبير الذي سيندم على أفعاله وينتهي المسلسل وهو ساجد في مسجد . وتستمر الحياة .

ليست المشكلة في الشكل الدرامي الخايس والشخصيات التي يحاول الممثلين جاهدين بلعها دون جدوى ،ولكن المشكلة الكبرى والأعظم هي الأموال التي وضعت في هذا الانتاج الميت والمتكرر مالهدف منها ،ومالرسالة التي يريدون الوصول إليها ؟

قد تكون لاشيء وهذا مايقتلك أكثر ،فلا هي رسالة ،ولا هي قصة ،ولا هي انتاج ناجح ،هي فقط تجميع لمشاهد وفريق عمل وشويت ممثلين وممثلات يحفضون النص ويتكلمون ،يعني باختصار كأنهم شلة طالعين لاستراحة والي متكفلة بالطلعة شركة الانتاج.


إذا جيت تتكلم عن الرسالة سو زوم آوت شوي على الخريطة  واطلع من دور انتاج الفلس الي عندنا وانتقل إلى قارة ثانية غير قارتنا أيوة هذي بس وصلت بهذي القارة أميريكا الشمالية سو زوم ان ،أيوه الولايات المتحدة سو زوم ان كمان ياسلام عليك هذي ولاية كاليفورنيا تحصل فيها بلدة صغيرة اسمه هوليوود تعال نتكلم عنها شوي .

هذي البلدة اكتسحت العالم بانتاجها لأفلام ذات وزن رفيع ،لكن لما خسرت أمريكا حربها ضد فيتنام تعال شف كيف كرست جزء من انتاجها لإظهار الجندي الأمريكي البطل ،وهو يحارب بكل قوه  في فييتنام خذ أفلام رامبو على سبيل المثال ،حتى إن البعض أصبح يعتقد أن أميريكا انسحبت من الحرب وهي رابحة وليست خاسرة ،هذي اسمها رسالة لمن تجعل اعلامك ومسلسلاتك تشكل القصة إلى درجة تجعل المشاهد يعتقد انهم وصلوا للانتصار وللمعلومية ،تراهم منظف في جنودهم زفلت فييتنام قبل لايخرجون منها منسحبين .

ماعلينا تعال للكوميديا عندنا ،لاحظت إن حتى المسلسلات الكوميدية هالسنة قالبتها دراما ،مادري شركة الإنتاج ماتقرى السيناريوا قبل وتتأكد من المواضيع الي موجودة ولا يمكن مدير الإنتاج أجنبي ومايقرى عربي ، ترى عادي تصير عندنا ،تخيل انك فاتح مسلسل كوميدي وبآخر الحلقة تخنقك العبرة ،يالله حله معهم مصرين إنهم يجعلون الشاشة الخليجية كئيبة حتى مع المسلسلات الي مفروض إنها مبتسمة  يخلونها تكشر في وجهك.

ولايفوتك الممثل الي يطلعلك بخمس مسلسلات كئيبة زيه ، مره يحب ،ومره جد ،ومره راعي مخدرات ،ومره أبو عيال ،ومره يستخف دمه يقال الكوميديا لعبته  .

يالله عاد أنت اقعد لاحقه واحفض اساميه بكل المسلسلات تقل ما بهالبلد غير هالولد .

ودي أكمل وآخذ معك زوم آوت وأسوي معك زوم إن في قارة ثانية نراجع فيها مع بعض الكوميديا هناك ،بس أخاف يصير مقالي درامي ونقعد نبكي أنا وياك ،ونرثي الكارثة الي جالسة تصير على شاشاتنا .


مالحل ؟؟  أعتقد أنه يجب أن نوجد دور انتاج جديدة ومستقلة بذاتها وغير مربوطة بقنوات ،يقوم على دور الإنتاج إدارة فنية كفؤ ويعمل فيها مخرجين أكفاء لعلنا نطلع من مصيبة التخبط الفني الي نعيشه ومحاولاته البائسة لربط أي مسلسل بواقعنا المختلف كلياً عن مايعرض على الشاشة المهترية ، لاتقلق فهذه ليست قسوة تجاه السقوط الفني ،فقسوتهم تجاهنا وظهورهم السيء على الشاشة هو أقسى وأشد مرارة من حديثي هذا .



ومانقول غير الصبر الجميل والله المستعان على ماتصفون .


ماجد،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق