السبت، 25 فبراير 2017

شبح الحضارة !!



الحضارة مجد الأمم سُطر بها تاريخهم ،فهذه الأندلس بحضارتها وجمال بنائها الإسلامي تقف شامخة رغم بلاء الزمان ،وتلك هي بقايا عظماء بني عثمان في اسطنبول زخرفت وجملت لاتغفلها عين ،وتلك هي العلوم التي بدأها جابر ابن حيان ،ابن سينا ،ابن الهيثم قد طورت ومازلنا نعيش تطورها قد تكون طورت لدى غيرنا ولكنها طورت رغم ابتعادنا عن الطريق .


نحن أهل الحضارة نحن من نشر الفكر وأعمل العقل نحن من بدأ العلوم وحرص عليها وجعل المكتبات مراجع لكل العلماء والدارسين وأنهار العراق تشهد على حبر كتب مكتبة بغداد التي نثرت بها عندما اجتاحها المغول .

نعم تلك هي الرسالة لايوجد لنا عدو يريد لنا أن نكون علماء أو منتجين أو أهل حضارة حقيقية دائماً عندما يغزوننا يدمرون مانملك من علم أو يسرقونه كما حدث في آخر حضاراتنا ،الحرص الشديد على جعل هذه الحضارة حلم بعيد وصعب المنال وربطه بأهواء لانفع منها ولاتغني العقل بعلم ولاتريح النفس بسعادة وتسميتها حضارة هو ماوصلونا إليه وجعلونا متعلقين به متلهفين ننظر إلى أولئك الذين يدعون أنهم متحضرون ويصورون الإنسلاخ الخلقي على أنه حضارة هو الحضارة الحقيقية .
ونتمناها لنا !!
لم نملك الأرض ولم ترتعد منا قلوب الأمم خشية غضبنا بالإنسلاخ من أخلاقنا ولكن ملكناها بقيم ديننا بمبادئننا لم نبني حضارات الماضي بالإنسلاخ ولم نخرج أوروبا من ظلام الكنيسة وسيطرتها على عقولهم إلى نور العلم والإنفتاح بالإنسلاخ ،فإن كان الإنفتاح موجود فأهل الإسلام أول من بدأه أخرج الذين ظُلموا من ظلام الاستعباد إلى نور عدل الإسلام وساءت عاقبة الذين ظَلموا وبنينا بهذا العدل أعظم الحضارات  ..


فمالي أرانا نلهث خلف حضارتهم وفسادهم ومالي أرانا لانأخذ إلا ما كان سيئاً منهم ؟

إن الحضارة تكون بالبناء الجيد والتخطيط الجميل ، تكون ببناء العقول واستثمارها ،تكون بحث العلماء علي التجديد والإنتاج والإختراع  بتلك القيم بنيت حضارات الماضي ولن تبنى بغيرها ..

هي لن تبنى بما أراه الآن .

وماذا أرى .؟

دعني أحكي لك ما رأيت ..

في ذلك اليوم على الشاطئ كنت أتمتع بمنظر البحر الجميل وهوائه الرائع العليل وإذا بي أسمع صوت لمتحدث على مكبرات الصوت يعلن المسابقات والناس حوله ملتفين ذهبت لأرى ماذا هناك فإذا بهم يحيون فعاليات لمهرجان ولكني وصلت على فعالية أساءت للجميع ، فذلك الشاب يصرخ في مكبرات الصوت من منكم يستطيع أن يجلب لي بسرعة رضاعةً للحليب لطفل صغير ويشترط أن تكون ممتلئة وسيحصل على الجائزة !!؟ وبالفعل ركضوا نحوه بما طلب ولكن وصلت إليه فتاة قبل الجميع ومعها المطلوب وتنظر بحرقة تريد جائزتها الثمينة .
فحدث بينهم ذاك الحوار
قال : تريدين جائزتك ؟
قالت نعم.
قال اشربي القنينة كاملة كي تحصلي على ماتريدين وهي بنت الثانية عشر .

عندها تساءلت أنا أين المتعة فهو الوحيد الذي كان يضحك.

قبلت الفتاة وبدأت الشرب وانتهى بها المطاف بنصف الجائزة التي وُعدت بها متهمين إياها أنها غشت وخالفت الشروط التي لم يذكروا منها شيئاً .

تركتهم ورحلت وفي داخلي ألف سؤال وتفكيري في احتراق وكنت أتساءل ..

هل يعتقد من نظم ضياع الوقت هذا أن هذا ترفيه ؟؟
أم يعتقد أن هذه سياحة ؟؟
وهل هذا شيء يفخر به منظموه ؟؟
هل هذه هي الحضارة التي يبحثون عنها ؟؟

فبعدما دارت بي كل هذه الأسئلة اكتشفت أن المنظم ليس أهلاً لما نظم والخطأ الأكبر على من اختار ذلك المنظم ثم اكتشفت أن الخطأ الأكبر كان على الحضور فهم من حضروا وجعلوا المنظم يشعر أنه على صواب .

لست هنا للتحريم أو التحليل فلست أهلاً لذلك ولكن عندما تُستصغر عقولنا وتبنى فعاليات لاتغني العقل بعلم ولا النفس بسعادة وإنما فقط تضيع وقتنا وأموالنا بلا فائدة ،علينا أن نكون واعين منتبهين يقضين ونتركها لمن أنشأها يحضرها لوحده عله يستمتع بشرب قنينة الحليب تلك عندما يجلبها هو لذلك الشاب الذي يصرخ على مكبرات الصوت طالبن تلك القنينة ..

عندما يحضرها لوحده سيعلم أن العقول التي غابت تركته لأنه جهز لها شيئاً تحت مستوى وعيها وتفكيرها ولا يصل إلى توقعاتها عندها فقط سيكون مجبراً على تطوير وتحديث مايقدمه وجعله متصل بالعقل والوعي وممتع فعلاً وليس فقط وسيلة لكسب المال من هذا المشروع وكفى .


لاشك أن أسلوب قنينة الحليب تلك انتشر ومر على جميع المدن وكل سائح في هذا الوطن رآه بطريقة أو بأخرى وقد لايكون على شكل قنينة الحليب فأشكاله متعددة ..


اعلم ياصديقي أن الحضارة والعز والمتعة والفرح لاتبنى بتسفيه العقل لن تدخل في حضارة ولن تقبلك أي حضارة بلا عقل تنتفع هي منه ،ولن تبني أنت حضارة بوطنك ولن يبني هذا الوطن أي حضارة مالم يكن للعقل فيه أولوية قصوى فالإستثمار بالعقول ،ومن وراء نمو العقول كل حضارة ستنموا وتكبر ولن يقف في وجهها شيء فعندما تبنى بالعقل تكون بنيت على أسس ثابته لاتهزها الرياح ..

احترم ونمي واستثمر عقلك يقف كل عقلاء الأمم احتراماً لك .


ماجد،

السبت، 18 فبراير 2017

عندما نغرق ..



عندما خرجت في صباح الجمعة في السابع عشر من فبراير لعام ٢٠١٧ قاصداً الاستمتاع بإجازتي الإسبوعية متجهاً من الدمام إلى البحرين فما هي إلا ساعة وأنا على منظر رائع أحتسي كوباً من القهوة تحت هذا المطر الجميل ..

ولكن ...


ماحدث كان عكس تخيلي توجهت نحو طريقي السريع المعتاد الذي لايشوبه ازدحام وعندما أردت الدخول إذا بطريقي تحول إلى بركة سباحة يسبح فيها من جازف أو علم أن سيارته لن تستسلم داخل البركة ،وكثير منها قد استسلم لم أجازف بالطبع وآثرت الرجوع وعكس الطريق الخطير كي أنجوا من الغرق ،ثم فتحت خرائط قوقل علها تأتيني بالحل السليم غيرت معها الإتجاه واتجهت نحو جلستي المرقوبة على ذلك المنظر الجميل ولكن ماذا أرى الطرقات تكسرت ورجال المرور انتشروا لإغلاقها وتوجيه الناس ،وكأن الذي نزل من السماء جنود لمحاربتنا وليس نفسه ذلك المطر الجميل الذي نزل على الجميع أكملت الطريق محتملاً أن الذي أخطأ هو المطر فلم يكن من المفترض عليه أن يهطل ،وإذا بي أمر بذلك الطريق الصغير على جانب الطريق السريع ولكن ماذا أرى فيه البيوت قد غرقت والسيارات قد اختفت ولاتكاد تدخله إلا في القوارب أدركت أن الذي حدث في ذلك الطريق أكبر مني وعلى الجهة المسؤولة أن تأتي برجال إنقاذ مختصين ،ثم أكملت الطريق متجهاً نحو ذلك المنظر الجميل معتقداً أن طريقي السريع الجديد أصبح سالكاً ،ولكن ماذا أرى رجل مرور توقف في البرد الشديد مغلقاً ذلك الطريق محذراً أن الوضع خطير ويطلب منا سلك الطريق الفرعي ، وبالفعل اتبعت ما أمرني به شاكراً له اتخذت الطريق الفرعي وبعد لحظات وجدت مخرجاً للطريق السريع ليس فيه من يغلقه فخرجت ظناً مني أن الأمر قد تحسن وقد تجاوزنا الأزمه ، فدخلت في طريق قد تكسر ليس فيه غيري متجهاً نحو النفق وقلبي ينبض مضطرباً فلست أعلم هل النفق سليم أم به سأغرق ، دخلت النفق ولم يكن به مايريب كنت سيعداً أنني نجوت من الخبر الأكيد .

ولكن !!


كانت المفاجئة خرجت من النفق الذي كنت به لوحدي وإذا بازدحام أمامي عجيب ماذا يحدث ياترى فنظرت إلى اليمين لأجد الناس في الطريق الفرعي سيارتهم به تغرق فقلت لعل هذا ليس في السريع ولعل السير توقف قصد مساعدة من يحتاج في ذلك الطريق الفرعي حاولت التقدم ورؤية المستقبل فلست أدري مالذي ينتظرني فوجدت تلك الفتحة التي منها رأيت فيها مستقبلي المحتوم في هذا الطريق ،فماذا رأيت ؟

رأيت السيارات تغرق في طريقي السريع ،فأغلقت الخرائط وبدأت أفكر ماذا علي أن أفعل ؟

آثرت الرجوع  مرة أخرى وعكس الطريق الخطير ولكن هذه المرة ليس كي أجد نحو منظري الجميل طريقاً سريعاً سالكاً ولكن هذه المرة عدت كي أغلق الطريق .

أوقفت ساريتي في المخرج مغلقاً ذلك الطريق ووقفت على أقدامي في المنتصف أوقف الناس وأحذرهم وأخبرهم عن مستقبلهم القريب وأخبرهم من أي طريق عليهم أن يذهبوا ،وإلا فالمصير المحتوم هو انتظار المنقذين كان منهم من يتقبلني ويفهم ،وبعضهم يرفض نصحي ويتجه نحو النفق المهتري ظناً منه اني لم أستطع أن أقيِّم الحال ،ولكن جميعهم كانوا يعودون ويعكسون ذلك الطريق الخطير ثم أنظم دخولهم نحو الطريق الفرعي من جديد .

أثناء وقوفي كنت أتفكر لماذا حدث لي ماحدث لماذا اضطررت أن أقف لأوجه الناس تحت المطر ولفحات البرد الشديد .؟


فنظرت فوجدت رجال المرور ذهاباً وإياباً على هذا الطريق يحاولون أن ينظموا السير وأنا معهم متوقف على الطريق أحاول ، ثم نظرت وإذا بسيارة الدفاع المدني جاءت مسرعة تريد أن تدخل متجهة نحو تلك البركة نظمت دخولها بسرعة وأمرت الناس أن يفتحوا لها الطريق فمرت وسائقها على عجل ،ثم مر مني رجل المرور فقال لي ماذا تفعل هل أنت مكلف بالتنظيم فقلت لا ولكني رأيت نهاية الطريق فتطوعت لمساعدتكم فأثنى على فعلي وشجعني وأخبرني أن طريقاً آخر في وجه المواطنين قد تحول إلى بركة غير الطريق الذي أعرفه ،ثم أوصاني أن أبلغ المارين أثناء تنظيمي لهم وذهب لأداء مهامه ، وفجأة رجل مرور آخر خلفه شاحنة لشفط المياه مروا مسرعين من الطريق السريع نحو بركتنا الخطيرة ومازلت أفكر من هو المقصر .؟


المرور في حالة استنفار ،والدفاع المدني في كل مكان ،والمستشفيات على أهبة الإستعداد ،المواطنون رفعوا الأيدي يدعون عل المطر يتوقف وتنتهي الكارثه ، وقلبي وعقلي في تساؤل من المقصر لماذا يحدث هذا ؟

فنظرت فوجدت من لايكترث نعم لقد عرفته إنه لايهتم وإن مات مئة ألف أو غرقة ألف سيارة إنه غير موجود لابين المنقذين ولامع المنظمين  وليس من المتطوعين إن في بيته نائم متنعم في إجازة الأسبوع لقد عرفت لماذا نحن نغرق عرفت من هم السبب .

إنها تلك الشركة اللعينة وذلك المقاول الخبيث ،استلموا أموالهم كاملة وقد يكونوا أخذوا عليها زيادة ومن المحتمل أن يكونوا تأخروا في تسليم مشروعهم مدعين أن حجراً قد أعاقهم ويريدن أن يرصفوا الطريق المتهالك بالشكل السليم إنهم هم أمنوا عقوبة التأخر فتهاونوا بعقوبة الغرق ..

في هذه اللحظة تذكرت قولة شهيرة لرجل حكيم ..
(( نملك المقومات والموارد الطبيعية  في العالم العربي والإرادة موجودة ،لكن الأهم وجود الإدارة على مستوى الحكومات والاقتصاد والبشر )) .. محمد بن راشد آلمكتوم 


نعم نحن لسنا متخلفين كي يحدث معنا ماحدث نحن نمتلك كل شيء ولكن يبدوا أن الأمانة لاتُخلق عند البعض وتفوح رائحتها الطاهرة إلا بالعقوبة ولهذا لابد على الإدارة المسؤولة أن تطيح بأشد العقوبات على من تهاون في إعمار الوطن .



لم أستطع الوصول للمنظر الجميل إلا من الغد فذلك اليوم الماطر قضيته بمساعدة الوطن والشد عليه ومنع أهله من الوصول إلى المصير المحتوم ،غير أني كتبت لك قصتي وأنا جالس أرثي الحال من على ذلك المنظر الجميل بعد الموعد المرقوب بيوم  ،بعدما أشرقت الشمس على شوارعنا المتهاكلة وبيوتنا الغارقة ،وصلته بشق الأنفس فلم تزل بعض الطرقات مغلقة وبعضها غارق ورجال المرور مشكورين يؤدون مهامهم ويرشدون .


ماجد الصوينع .










السبت، 11 فبراير 2017

كن ماشئت لاماشاء الناس أن تكون ..



(( لست نادماً على شيء إلا على أيامي التي لم أعشها كما أُحب خشيةً من كلام الناس )) .. نجيب محفوظ


كل ماشئت ،اشرب ماشئت ،إلبس ماشئت ،لايهم مالذي يريد أن يراه الناس فيك أو يؤمنون هم به فاليوم هم يرونك على خطأ وغدا سيتبعونك ،لاتجعل من هؤلاء البشر أن يعيشوا حياتهم وحياتك أيضاً اجعل حياتك لك وحدك ملكك الشخصي دون إزعاج أو تدخل من آخرين أو حتى إعطاء رأي تلك الأطراف أي مساحة كي تتحكم بقراراتك أو حياتك ،كن أنت المتصرف في هذه الحياة وصاحب القرار الرئيسي فلا يهم مايقوله الناس أو ماتحتمه العادات والتقاليد صحيح أنها عادات وتقاليد ولكنها قد تكون كانت صحيحة عندما استحدثت في ذلك العهد القديم من الزمان ولكن من الحماقة أن نجعل حياتنا تتشكل بناءً على ماتمليه عيلنا تلك التفاهات 
هي حياتك ستعيشها مابين الستين والسبعين كما أخبر نبينا محمد عليه السلام فليست بالوقت الطويل كي تكتشف متأخراً عندما تقفز سنواتك وتقارب الستين فتتذكر كم وكم تركت من أشياء كنت تتمناها وتركتها وراءك دون أن تمد يدك إليها لأن العادات والتقاليد والناس يمنعونك فتنظر إلى ذلك الماضي الخالي من ماكنت تحب بل حتى خالي من الناس الذين كنت تخشى رأيهم واستنكارهم مما كنت ستفعل فهذا فعل ماكنت تريده ونجح فيه وابتعد والآخر توفي وانتقل إلى الدار الآخره وأنت بقيت بينما ذهبوا جميعا وفعلوا ما أردوا فعله دون إلقاء بال لرأيك في حياتهم ،نعم أياً كان الناس الذين ستخشى رأيهم ونظرتهم الشخصية عن حياتك في النهاية سيعيشون حياتهم وقد يفعلون ماكنت تخشي رأيهم فيه سيقومون بكل شيء إن أحبوا القيام به وشعروا أنه مناسب لحياتهم ،بينما ستبقى أنت في حالة صراع بين ماتحبه أنت وما تعتقد أن الناس لايحبونه وقد يكرهونه منك .

عندما تفعل أنت شيء جديد فأنت كجهاز الراديو الذي ظهر فجأه وغزى البلاد في لحظه فرفضه الناس وكسروه وأتلفوه بل كفروا من كان يمتلكه لماذا !!؟ لأنه جديد غير موجود في حياتهم لايعرفونه ولايعرفون مايحتويه وفجأه ..

أصبح هذا الجهاز الصغير أسلوب حياة ولايخلوا منه أي بيت ..

ولاتنسى أن تتذكر من التاريخ مافعلوه في أول جوال به كاميره كسروا كاميرته ورفضوه وفعلوا به الأفاعيل وفجأه ..!!

في هذه الأيام يكاد لايمر يوم إلا وشاهدت كل من تعرفهم في صور أو فيديوهات صوروها بكاميرات جوالاتهم وشاركوها في مواقع التواصل حتى أنك أصبحت تستطيع أن تعيش كل لحظة معهم دون أن تكون معهم ..


قد تكون ياصديقي تعيش في نفس المجتمع الذي أتحدث عنه أو قد تكون تعيش في مجتمع آخر ولكن المجتمع الذي أتحدث عنه إن كنت تعيش فيه فاحذر من اتباعه أو أن تعيش مع أفكاره بين الحفر فهم يخشون القمة يخشون التغيير يخشون الإضافة يريدون أن يعيشوا بنفس الأسلوب والطريقة التي عاش عليها من كان قبلهم وكأن لسان حالهم يقول إنما وجدنا آباءنا كذلك يفعلون فلايقبلون التغيير ودخول الجميل إلا بعد فرضه عليهم أو بعد أن يفرضه الواقع عليهم ..

لذلك عندما ترغب في شيء وتريد فعله وهو يخالف هذه الحماقات التي يريد بعض البشر التعايش معها فقط افرض واقعك عليهم افرض رأيك على حياتك وطبق ماتريده لاتجعلهم يفرضون رأيهم على حياتك وعندما تفرض واقعك ستحصل على قبولهم لما تريده بل قد تجد من يوافقك ويتبعك في نهاية المطاف .

ولاتنسى أن كل تطور وتحديث وابتكارات وجمال وروعه نعيشها في وقتنا الحالي أو نقتنيها جاءت من أناس فكروا بطريقة مختلفه أرادوا ابتكار شيء جديد حاولوا التفكير بطريقة مختلفة عن الطريقة التي يفكر بها أقرانهم فكانت النتيجه أن أنتجوا أشياء لم نكن نتوقع حدوثها ،لماذا لم نكن نتوقع حدوثها ؟ لأنهم هم من فكروا بالطريقة المختلفة وخارج الصندوق وليس نحن من فعل ذلك .


اجعل حياتك مليئة بالتجديد لاتجعل اليوم يمضي كالأمس ولاتجعل الغد يمضي كاليوم اجعل كل يوم في حياتك فريد من نوعه مليء بالإنجازات بالإبتكار بالنشاط  بالروعة .


يجب أن يكون الأمس يوم جميل ويجب أن يكون اليوم أكثر جمالاً والغد لابد أن يكون رائع ،ولكن المهم أن تعيش اليوم بكل جماله ثم تنتقل لتعيش الغد حينما يحين وقته ..


ولاتنسى أن تعيش اليوم والأمس والغد بطريقتك واسلوبك لا بإسلوبهم وطريقتهم فهي في النهاية حياتك عشها كيفما شئت .

واعلم أن ‏لكل منا الحق‬‏ في أن يعيش حياته بالطريقة والأسلوب الذي يراه صحيحا ،لا بالطريقة والأسلوب الذي يراه المجتمع صحيحاً .. 

عش بروعتك التي تريد أن تعيشها فأن رائع ولايجب أن يتحكم بهذه الروعة إنسان غيرك .


ماجد الصوينع،


الجمعة، 3 فبراير 2017

بالأمس القريب حدثني أحدهم مؤمناً بالمثل الغريب ( الحب هو معنى الحياة )!!



بالأمس القريب حدثني أحدهم مؤمناً بالمثل الغريب ( الحب هو معنى الحياة ) !!!


فماهو معنى الحياة فعلاً ماهو الواقع الذي نرجع به لمعنى الحياة هل لكل شخص تعريفه أم مادرج بين الناس وغذتنا به دراما الأفلام هو ماسنؤمن به أين نحن من الواقع الجميل الذي يهيء لنا معنى الحياة دون ربطه بما قد نخسره ..؟


فهذا يعتبر الحياة بلا معنى إن لم يكن لديه مصادر رزق !!

وآخر يجردها من المعاني إن لم يكن لديه من يحب !!
وآخر لايجد لها معنى إن لم يكن ذو شهادة جامعية !!
أما آخر يريد أن ينجح في أي شيء المهم أن ينجح حتى يعتبر لحياته معنى !!

لماذا نربط معنى الحياة بأشياء قابلة للفقد أو الغياب أو الإنتهاء .


فمن تحبه ،غداً قد يخون أو يفارقك ويرحل أوحتى توافيه المنيه ويغادر تلك الحياة الجميلة التي كان هو معناها بالنسبة لك .


وإن كانت وضيفتك وعملك هما معنى الحياة قد تخسرها يوماً أو تأتي لحظة الحسم وتتقاعد ثم تغادر معنى حياتك بلاعودة حتى تُنهي المنية حياتك .


النجاح هو معنى حياتك كل مرة تنجح في شيء فأنت أعطيت الإشارة لبداية رحلتك مع نجاح جديد فإن توقفت عن رحلة النجاح واكتفيت بما وصلت له ففي وقت ما ستصل إلى مرحلة يفتقر فيها نجاحك للمعنى فقد كثر الناس الذين نجحوا مثله وهناك من تخطاك بمراحل ..


ماهي الحياة إذاً مامعناها .. ؟

الحياة معناها في شيء لاتستطيع أن تخسره ولا ينتهي إلا بنهايتك أنت .


حياتك هي أنت ، أنت معنى الحياة لا أحد غيرك ولا أي شيء مادي تشاركك الحياة إياه .



أنت معنى الحياة الحقيقي .


كل شخص منا يحمل معنى حياته في داخله ولكن معضمنا يفتقر للأسف يفتقر لرؤية هذا الإنسان الجميل الموجود داخله فلا هو أعطاه الحب الكافي ولاهو جعله من أولوياته فجل إهتمامه على تلك الماديات ومَن حوله من البشر باحثاً بكل قواه عن مايعتبره هو معنى لحياته بينما معنى حياته يترقب بلهفه داخله منتظراً أن يرمقه بنظرة بسيطة .


نعم أنت الحياة وليس للحياة معنى سواك لذلك املأ نفسك بكل ماتريده إن كنت تريد أن يحبك أحدهم ويفهمك فالحقيقة أن ذلك الإنسان الموجود داخلك يريد منك أن تفهمه فافهم نفسك افهمها وتعرف عليها افهم مالذي تريده ومالذي لاتريده وتتمنى أن تمحوه من حياتك.

 إن كنت ترى أن الحب معنى الحياة فهذا لأن نفسك بحاجة إلى حب أعطها ما أرادت إملأ نفسك بالحب لاتعتمد على مايمكن أن تخسره بينما بإمكانك الإعتماد عليك أنت ،فأنت تحمل كل المشاعر أنت مزود بكل ما يمكن أن تطلبه من غيرك فقط عليك أن تعطي مازودت به لنفسك أنت بحاجة إليك ولست بحاجة إلى غيرك .

ابتسم غذي نفسك بالسعادة لايشترط أن تكون سعيد لأنك بالقرب ممن تحب السعادة شعور داخلي موجود داخلك فأنت من يعطيه إشارة الإنطلاق وأنت من يطفؤه إلى أن تعطيه الإشارة من جديد ،فأطلق السعاده في حياتك اضحك ابتسم افرح لايشترط أن تبتسم لأنك بالقرب من من تعرفهم ولكن ابتسم لأنك بالقرب منك أعطي نفسك ذلك الإهتمام الرائع .


قد وجدنا بطريقة خلق عجيبه تجعلنا قادرين على التعايش مع أنفسنا فنحن مزودين بكل أنواع المشاعر التي نحن بحاجة إليها وأيضاً مزودين بعقل مستعد لتلقي أي أمر وتنفيذه بكل دقة فلو أردت أن تكون سعيد عقلك سيفتح ملفات السعادة ويجعلك سعيداً ولو أردت أن تشعر بالحزن ماهي إلا لحظات حتى يفتح عقلك أحد ملفات الحزن في ذاكرتك ويعيد لك تلك اللحظة الحزينة بحذافيرها فتعيشها من جديد وستجد نفسك قد شارفت على البكاء ..



هكذا نحن مزودين بكل مانريده بطريقة خلق دقيقة ومحكمة تجعل أي شيء من خارجنا ماهو إلا إضافة لحياتنا غيابه لاينقصها فنحن مكتملين بكل شيء لانحتاج من يكملنا أو يتمم نقصنا ولكن نحن بحاجة لفهم معادلة هذا الإكتمال فهم كيف نستفيد من هذا الكمال الذي خلقنا عليه وكيف نستفيد من تلك الميزات التي زودنا بها .


عليك أن تتعرف على نفسك المكبوتة داخلك المحرومة منك تلك النفس التي تصارع كي تلتفت لها وتعطيها حقها بالوجود معك  تسمح لها أن تعطي رأيها في حياتكم نعم هي ليست حياتك لوحدك فهناك أنت وهناك نفسك إثنان موجودان في هذا الجسد الذي تتنقل فيه تعرف على نفسك أعطها مساحة كافية للمشاركة في اتخاذ الرأي أعطها مساحة كافيه كي تخبرك بما تحتاجه أهو الحب أم العطف أم السعادة أم الحنان قدم لها ماتريده فأن تمتلك كل ماتحتاجه نفسك ولن يكلفك أن تبحث عنه أو تشتريه فهي بحاجه لما تملكه أنت وموجود معك فقط أنت عليك فقط أن تقدمه لها ..


إن لم تقدم لنفسك المقدار الكافي والمناسب من الحب لن تستطيع أن تحب غيرك بالشكل الصحيح .

إن لم تقدم لنفسك المقدار الكافي والمناسب من العاطفة لن تستطيع أن تعطف على غيرك بالشكل الكافي .
إن لم تقدم لنفسك المقدار الكافي والمناسب من الحنان لن تستطيع أن تقدم الحنان لغيرك بالشكل الكافي .
إن لم تقدم لنفسك المقدار الكافي والمناسب من السعاده لن تستطيع أن تسعد غيرك بالطريقة المناسبة والكافية .
إن لم تعطي نفسك المقدار الكافي والمناسب من الإهتمام لن تستطيع أن تعطي غيرك المقدار الكافي والمناسب من الإهتمام .



لن تستطيع أن تعطي  أو تقدم ماتفقده أنت  ففاقد الشيء لايعطيه ..


 حياتك معناها موجود داخلك وليست داخل علاقة مع أحدهم أو في شيء مادي تريده  ،أنت الحياة وأنت معناها .







ماجد الصوينع ,